Friday 16 November 2012

أنا حق الرد

ما أنا إلا حق الرد
وسأبقي أبدا ردة فعل
لعدو يستهدف أطفالأ وكباراً ونساء
ما انا إلا حق الرد
يقتل من وطني الأحلام
يقتل في وطني المستقبل
يقطع في وطني الأخضر
يتحول لون الوطن إلي الأحمر
الأحمر لون في علم
يوم اتمني أن يرفع علي الأقصي
الأحمر دم أطفالي
تذبح أمام أعينكم بلا رحمة
وسأبقي دوما ردة فعلا
ما دام الوهن ينخر فينا
ما دام العدو يغذينا طعام الخزي والنكبه
ما دام العدو يلبسنا ثياب العار والذله
سأبقي دوام حق الرد

Wednesday 10 October 2012

الدائرة المقطوعة


إذا مش نازلين للناس ف بلاش 



والزم بيتك..

بيتك.. بيتك

وابلع صوتك

وافتكر اليوم ده

لإنه تاريخ موتى..

وموتك.

إذا مش نازلين للناس

فَ بلاش

مادام الدايرة ماكاملاش

والحاجة ماتاماش

وأصحاب الحاجة ماعارفاش

إيه المعني

وأى بطولة

ف إن حياتنا

واحلا سنينَّا

يروحوا بلاش؟

حاجة ماراكباش!!

***

الله يخرب بيت الفكر

وبيت اليوم

اللى ورانا الفكر

لإن الفكر كتاب

و(عويضة)

حياته هباب وتراب.

عايش زمنه الكداب

زى العادة ـ مرتاب!!

كنكة على دِمْس

ونفَس

مقطوع فى الغاب

ماشبعناش عنه بُعد

وهوه

ماشبعش غياب!!

***

(عويضة)

هنا.. ك فى الأرض

فى المدن الأُوَض

اللى نايمة على بعض!!

***

وأقولك

إيه اللى قطع الدايرة يا أمير

وخلى مابين النبى والخلْق

الغربة.. وتقطيع المشاوير؟

إن انا وانت

بنلعب طول العمر دورين:

طليعة وجماهير.

و(عويضة)

بينفخ موت الدِّمس

والعالم..

نِمْس.

العالم..

سرقة وقلْع ولبس

و(عويضة) بقلبه الجبس

اللى معلِّمُه..

إمتى مايحسش

وامتى يحسّ..

بيعدِّى فى الأيام

جمل المراحيل.

زى ما عدَّاها

من أول ما اتخرط الكون

من أول ما طلع للدنيا

ووجد قبلُه..

فرعون!!

***

نفس الأيام

نفس النسخة

مطبوعة

على كل الأعوام.

ماسمعشى بينا

ماسمعناش.

ماقابلناش.

ما اتكلمناش.

***

ولإن حمول الأيام

مش مرفوعة

إذا يد (عويضة)

ماترفعهاش.

والقولة الحقَّة

مش حقّة

إذا صدر (عويضة)..

ماطلَّعهاش

والخطوة..

حتفضل مشلولة

إذا قُدّامنا (عويضة) ماخطَّاش.

ولإن دى حاجة

(عويضة)

لسّه مايدركهاش

ولايدركناش

ولا يعرفناش

ولإننا..

لما دبحنا بعض

ـ مناقشة ـ

على القهوة

ـ لاجل البشرية ـ

(عويضة) ماسمعناش

تبقى الدايرة

مادايراش!!

واما ييجى المخبر

يسحبنا ع الزنازين

لازم نبقى عارفين

إن السَّحبة ببلاش

وان الحدوتة

مالافَّاش

ف الدايرة ماتامَّاش

والدنيا.. ماحِلْواش

وان (عويضة)

لما قِبل الظلم ماماتْش

إحنا مُتنا..

وهوه.. عاش!!

***

الحاجز..

أكبر من كل الأحلام

واسْمَك..

من جهلى وجهلك..

واسمى..

واسمك!!

***

مش حتعلمنى أكتر ما اتعلمت

روح

علِّم أبو الواد والبت

اللى حيرميهم

فى فرن الثورة

يطيبوا بُكرة

واللى لحد الوقت

مايعرفشى إزاى يكتب

وازاى يقرا.

وازاى يعشق..

وازاى يكره.

ولا عنده فكرة

عنك.. أو عن بكرة

ولا ليك ذكري

لانا.. ولا إنت..

نجحنا ف تغيير الفكرة!!

***

الفاس يردم بذرة

المنجل يحصد سبلة

الشغل يجيب أجرة

وانت بعى….ـد

بحكاية

مامفهوماش!!

بينَّنا وبينُه شعْرة

وأرقّ من الشعرة

ده اللى مفروض

ناسج علم الثورة

وصانع بكرة

واحنا شهدا..

مع إننا.. ماحاولناش.

حاجة..

ماراكْباش!!

Monday 8 October 2012

جرافيتي التحرير
















مني الطحاوي

يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا




يا هناه

مين قال العلام
في بلدنا قديم
لا دا احنا تمام
اه والله العظيم
ن قال العلام
في بلدنا قديم
لا دا احنا تمام
اه والله العظيم
سلاح التلميذ
موجز ولذيذ
ياما فيه اجابات
مفيهاش تحفيظ
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
ابله عطيات
بتاعت الدراسات
هتغيب اسبوع
هيصو يا ولاد
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
ولا طلبه كتير
ولا في طوابير
ايوه امال ايه
هو احنا حمير
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
استاذ عصفور
ده الامبراطور
لو علمي علوم
ع التليفون شور
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
قالو في اوروبا العلام
جامد اوي و ف السليم
معلشي دا اخر كلام
ده احنا الجديد والقديم
دا علينا فصول
سيراميك بالطول
والحمام ايه
دايما مغسول
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
والكل اخوات
في الامتحانات
وسؤال بسؤال
خد مني وهات
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
والناظر يااه
بلسم يا ولاد
راخر محبوب
لله ف لله
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
رزقك موجود
رغم الشهادات
وبإذن الله
مندوب مبيعات
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا
والوضع جميل
انا متفائل
عندنا هتشوف مستوى هايل
لو شفت زبون
خطوته جايباه
قلبه دليله
سيبه على عماه
يا هناه يا هناه اللى يتعلم عندنا

رحلة سلام الترجمان... بحثا عن سد ذي القرنين

ذو القرنين ...من هو ...وماعلاقته بيأجوج ومأجوج
قصة “سلام الترجمان” الذي اشتهرت رحلته إلى الأصقاع الشمالية من قارة آسيا بحثاً عن سد ذي القرنين، فقد اعتبر المستشرق “دي خويه “رحلته واقعة تاريخية لاشك فيها وأنها جديرة بالاهتمام، وأيده في هذا الرأي خبير ثقة في الجغرافيا التاريخية هو “توماشك”، وفي الآونة الأخيرة يرى عالم البيزنطيات “فاسيلييف “أن سلاماً نقل ما شاهده في رحلته للخليفة العباسي الذي أوفده لهذه المهمة، وبعد أن نقل المستشرق الروسي “كراتشكوفسكي” هذه الآراء مع آراء المشككين في الرحـــلة، قــال: ويـــــلوح لي أن رأي - فاسـيلييف - هذا لا يخلو من وجاهة رغماً من أن وصف الرحــــلة لا يمكن اعتباره رسالة جغرافية، بل مصنف أدبي يحفل بعناصر نقلية من جهة وانطباعات شخصية صيغت في قالب أدبي من جهة أخرى.




وبدأت قصة الرحلة عندما رأى الخليفة العباسي الواثق باللّه (232- 722م) في المنام حلماً تراءى له فيه أن السد الذي بناه ذو القـــرنين ليحــول دون تســــرب يأجـــوج ومأجوج، قــد انفتـــح، فـــــأفـــــزعه ذلك، فكلف ســلام التــرجمان بالقيام برحـــلة ليسـتكشف له مــكان سد ذي القرنين.ويروي لنا المسعودي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، وابن خرداذيه في كتابه (المسالك والممالك) قصة هـــذه الرحلة على النحو التالي:“إن الواثق باللّه لما رأى في المنام أن السد الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوحاً، أحضر سلاماً الترجمان الذي كان يتكلم ثلاثــــين لســــاناً، وقال له اذهب وانظر إلى هذا الســــد وجئني بخبره وحاله، وما هو عليه، ثم أمر له بأصحاب يســيرون معـــه وعــــددهم 60 رجلاً ووصله بخمسة آلاف دينار وأعطاه ديتـــه عشرة آلاف درهم، وأمر لكل واحد من أصحابه بخمسين ألف درهـــم ومئونة ســــنة ومئة بغـــل تحمل الماء والــــزاد، وأمر للرجال باللبـــابيــد وهي أكســـية من صـــــوف وشعر.وحمل سلام رسالة من الخليفة إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية بتفليس، وكتب صاحب أرمينية توصية لهم إلى صاحب السرير، وذلك كتب لهم إلى صـاحب اللان، وهكذا إلى فيلا شاه وطرخان ملك الخزر، الذي وجه معهم خمسة أدلاء ساروا معهم 25 يوماً حتى انتهوا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة، “فسرنا فيها عشرة أيام، ثم وصلنا إلى مدن خراب فسرنا فيها عشرين يوماً وسألنا عن خبرها فقيل لنا هي المدن التي خربها يأجوج ومأجوج، ثم صرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي في شعبة منه السد، وفي تلك الحصون قوم يتكلمون العربية والفارسية، مسلمون يقرؤون القرآن ولهم كتاتيب ومساجد، وبين كل حصن وآخر فرسخان، ثم صرنا إلى مدينة يقال لها (إيكة) لهـا أبواب من حديد وفيها مزارع وهي التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره، بينـها وبين الســـد مســـيرة ثلاثة أيام، ثم صرنا إلى جبل عال، عليه حصن، والسد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين عرضه 200 ذراع، وهو الطريق الذي يخرجون منه، فيتفرقون في الأرض، فحفر أساسه 30 ذراعاً وبناه بالحديد والنحاس، ثم رفع عضادتين مما يلي الجبل من جنبتي الفج عرض كل منهما 25 ذراعاً في ســمك 50 ذراعاً، وكله بناء بلبن مغيّب في نحاس، وعلى العضادتين عتبة عليا من حديد طولها 120 ذراعاً، وفوقـــها بناء بذلك اللبن الحــــديد إلى رأس الجبل وارتفاعه مد البصر”.“فيكون البناء فوق العتبة 60 ذراعاً وفوق ذلك شرف من حديد، في كل شرفة قرنتان تنثني كل واحدة على الأخرى، طول كل شرفة خمسة أذرع في أربعة، وعليه سبع وثلاثون شرفة، وباب من حديد بمصراعين معلقين عرض كل مصراع 50 ذراعاً في 75 ذراعاً في ثخن خمسة أذرع، وقائمتان في دوارة على قدر العتبة، لا يدخل من الباب ولا الجبل ريح، وعلى الباب قفــل طوله سبعة أذرع في غلظ باع في الاسـتدارة، والقفل لا يحتضنه رجلان وارتفاع القفل من الأرض 25 ذراعاً، وفوق القفل بخمسة أذرع غلق طوله أكثر من طول القفــل، وقفــيزاه كل واحد ذراعان وعلى الغلق مفتاح معلق طوله ذراع ونصف، وله 21سناً من الأســـنان واستدارة المفتاح 4 أشبار معلق في سلسلة ملحومة بالبـــاب طولها 8 أذرع في 4 أشـــبار، والحلقة التي فيــها الســلسلة مثــل المنجنيـق، وعتبة البـــاب عرضها 10 أذرع في بســـط مائة ذراع، ومـــع الباب حصـــنان يُكوِّن كل منهــما 200 ذراع“وفي أحد الحصنين آلة البناء التي بني بها السد، من قدور الحديد ومغارف حديد، وهناك بقية من اللبن الذي التصق ببعضه بسبب الصدأ، ورئيس تلك الحصون يركب في كل يومي إثنين وخميس، وهم يتوارثون ذلك الباب كما يتوارث الخلفاء الخلافة، يقرع الباب قرعاً له دوي، والهدف منه أن يسمعه مَن وراء الباب فيعلموا أن هناك حفظة وأن الباب مازال سليماً، وعلى مصراع الباب الأيمن مكتوب {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً}، والجبل من الخارج ليــــس له مـــتن ولا ســـفح، ولا عليه نبات ولا حشيش ولا غير ذلك، وهــو جبل مســطح، متســع، قـائم أملس أبيض”.وبعد تفقد سلام الترجمان للسد انصرف نحو خراسان ومنها إلى طبانوين، ومنها إلى سمرقند في ثمــــانية أشهر، ومنهــا إلى أســــبيشاب، وعبر نهر بلخ ثم صار إلى شروسنة فبخــــارى وترمذ ثـم إلى نيسابور، ومات من الرجال في الــــذهاب 22 رجـــلاً وفي العــودة 24 رجلاً.وورد نيسابور وبقي معه من الرجـــــال 14 ومن البــــغال 23 بغلاً، وعاد إلى (سر من رأى) فأخبر الخليفة بما شاهده.. بعد رحـــلة استمرت 16 شهراً ذهاباً و12 شهراً في الإياب”

رأى علماء الاسلام فيمن هو ذو القرنين..قال تعالى (( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا.إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا )) الكهف 83-98ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن كملك عادل ,بنى سدا يدفع به آذى يأجوج ومأجوج عن إحدى الاقوام.
من مخطوطة فارسية من القرن السادس عشر تصور قوم ياجوج و مأجوج و بناء ذي القرنين للسور



و يحكي لنا القرآن قصة ذو القرنين بإنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم.فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لمنطقة وقت طلوع الشمس و ليس أول مكان تطلع عليه الشمس كما يظن البعض. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق.لا تعرف هوية ذي القرنين على وجه الدقة، وقد قيل أنه الاسكندر الأكبر، وقيل أنه كورش الكبير وثمة دراسة حديثة تقول بأنه اخناتون الفرعون المصري، بينما رأى آخرون أنه ملك عربي ممن عاشوا قبل الإسلام.ذو القرنين ذُكر في القرآن الكريم في سورة الكهف حين سأل أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول عن الروح وعن فتية فقدت وعن ذي القرنين فجاء الرد في سورة الكهف بدءا من الآية 83 حتى الآية 98: "ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا"يروي القرآن أن شعبا استنجد بذي القرنين من يأجوج ومأجوج الذين يؤذونهم وطلبوا منه أن يحول بينهم، فما كان منه إلا أن بنا سدا - أي سورا دفاعيا - كما جاء في سورة الكهف.يقول سيّد قطب رحمه الله: "وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله." (في ظلال القرآن).نسبه اختلف فية فقيل انه من حمير وقيل انه الاكسندر المقدوني والله اعلم بذلكابن كثيررأى ابن كثير أن ذا القرنين أحد التبابعة العظام من الأذواء اليمنيين من نسل ملوك العرب حمّير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود.حمّير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود ؟؟ من هذا الرجل ؟؟ متى عاش مالدليل ان هذه الشخصيات التي قبل هود-ص- حقيقية ؟ القرآن الكريم كل شيء واضح فيه - سبأ مدينة وليست شخص وكذلك حمير دولة وليست شخص وكل منهما مختلفة عن الأخرى تماما وفى زمان مختلف.وقد ذكره أيضا ابن هشام الذي قال أيضا إنه الإسكندر في السيرة والتيجان وأبي ريحان البيروني، ويرى مثلهم نشوان الحميري في كتبه "شمس العلوم" وكتاب "خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة",وقد جاء في بعض أشعار الحميريين تفاخرهم بجدهم ذو القرنين منها:قد كان ذو القرنين جدي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحتشدوبـلغ المشارق والمغرب يبتغي أسباب أمر من حكيم مـرشـدفراي مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمدتوجد أشعار عربية كثيرة تروي مجد ونسب ذي القرنين حتى أنه رثاه الشاعر الشهير امرؤ القيس الكندي:ألم يحزنك أن الدهر غول ختور العهد يلتهم الرجالاأزال عن المصانع ذا رياش وقد ملك السهول والجبالاهمام طحطح الآفـاق وجيا وقـاد إلى مشارقها الرعالاوسد بحيث ترقى الشـمس سدا ليأجوج ومأجوج الجبـالاو قال المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة :فما ملك العراق على المعلي بمقدار ولا الملك الشآمأسد شاص ذي القرنين حتى تولى عـارض الملك الهـماموقد قال تبع الأكبر شعرا:أنـا تُبَّع الأمـلاك من نسـل حِمْيَر ملكنـا عباد الله في الزمن الخاليمـلكنـاهم قهرا وسارت جيوشنا إلى الهند والأتراك ترى بأبطـالولـك بـلاد الله قـد وطئت لـنـا خيـول لـعمري غيــر نـكـس واعزالفمـالـت بنـا شرق البـلاد وغربـها لهتـك ستور نكبة ذات اهجـالوعـطـل مـنهـا كـل حـصن ممـنع ونقـل منـها مـا حوته مـن مـالوتلك شروق الأرض منها وطأتها إلى الطين والأتراك حـالا على حـالفإبـنا جمـيعا بالسـبايا وكنـا على كـل محبوك من الخيل صهـالبكـل فتاة لم تر الشمس وجهها اسيلة تجري الدمع بـيضاء مكـسالسمـوت الـرى غرثى الوشاح كأنها من الحسن بدر زال عن غيم هطالأتـينا بـها فـوق الجـمال حواسـرا بـلا دملج باق عليها وخلخالتـركناهـم عـزلا تطـيح نفوسـهـم فـلا سـاكن منـهم مقـيم ولا والفما الناس إلا نحن لا ناس غيرنا وما الناس ان عدوا لقوي بأمثالالمقريزيقال المقريزي في الخطط: "أعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز فقال: «و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا» الآيات عربي قد كثر ذكره في أشعار العرب، وأن اسمه الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن الهمال ذي سدد بن عاد ذي منح بن عار الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود (عليه السلام) بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام)، وأنه ملك من ملوك حمير ملوك اليمن وهم العرب العاربة، ويقال لهم أيضا العرب العرباء، وكان ذو القرنين تبعا متوجا، تبع لقب يطلق على ملوك اليمن ولما ولي الملك تجبر ثم تواضع لله، واجتمع بالخضر، وقد غلط من ظن أن الإسكندر بن فيلبس هو ذو القرنين الذي بنى السد فإن لفظة ذو عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني وأيضا هذا اليوناني لم يعمر أكثر من 30 عام وقتل وسيرته معروفه ولا داعي للخلطأبو جعفر الطبريقال أبو جعفر الطبري: "وكان الخضر في أيام أفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول، وقيل: موسى بن عمران (عليهما السلام) وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيام إبراهيم الخليل (عليه السلام) وإن الخضر بلغ مع ذي القرنين أيام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه فخلد وهو حي عندهم إلى الآن، وقال آخرون إن ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم الخليل (عليه السلام) هو أفريدون بن الضحاك وعلى مقدمته كان الخضر وهذا الرأي ضعيف."أبو محمد عبد الملك بن هشامقال أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب "التيجان في معرفة ملوك الزمان": "وكان تبعا متوجا لما ولي الملك تجبر ثم تواضع واجتمع بالخضر ببيت المقدس، وسار معه مشارق الأرض ومغاربها وأوتي من كل شيء سببا كما أخبر الله تعالى، وبنى السد على يأجوج ومأجوج."ابن عباسيرى ابن عباس أن الإسكندر غير ذي القرنين، إذ قال عن ذي القرنين أنه "من حمير وهو الصعب بن ذي مرائد الذي مكنه الله في الأرض وآتاه من كل شيء سببا فبلغ قرني الشمس ورأس الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج". بينما الإسكندر "كان رجلا صالحا روميا حكيما بنى على البحر في إفريقية منارا، وأخذ أرض رومة، وأتى بحر العرب، وأكثر عمل الآثار في العرب من المصانع والدول"كعب الأحباروسئل كعب الأحبار عن ذي القرنين فقال: الصحيح عندنا من أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير وأنه الصعب بن ذي مرائد، والإسكندر كان رجلا من يونان من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم الخليل (عليه السلام) ورجال الإسكندر أدركوا المسيح بن مريم منهم جالينوس وأرسطوطاليس.قول الهمدانيوقال الهمداني في كتاب الأنساب: وولد كهلان بن سبإ زيدا، فولد زيد عريبا ومالكا وغالبا وعميكرب، وقال الهيثم: عميكرب بن سبإ أخو حمير وكهلان فولد عميكرب أبا مالك فدرحا ومهيليل ابني عميكرب، وولد غالب dfجنادة بن غالب وقد ملك بعد مهيليل بن عميكرب بن سبإ، وولد عريب عمرا، فولد عمرو زيدا والهميسعhe is from yemen and his name was saqr ويكنى أبا الصعب وهو ذو القرنين الأول، وهو المساح والبناء، وفيه يقول النعمان بن بشير.فمن ذا يعادونا من الناس معشرا كراما فذو القرنين منا وحاتموفيه يقول الحارثي:سموا لنا واحدا منكم فنعرفه في الجاهلية لاسم الملك محتملاكالتبعين وذي القرنين يقبله أهل الحجى فأحق القول ما قبلاوفيه يقول ابن أبي ذئب الخزائي:ومنا الذي بالخافقين تغرباوأصعـد في كـل الـبلاد وصوبافقـد نال قرن الشمس شرقـا ومغرباوفـي ردم يـأجوج بـنى ثم نصبـاوذلـك ذو القـرنين تفخر حميربعسكر فيل ليس يحصى فيحسباقال الهمداني: وعلماء همدان تقول: ذو القرنين الصعب بن مالك بن الحارث الأعلى بن ربيعة بن الحيار بن مالك، وفي ذي القرنين أقاويل كثيرة.
موقف أبو الكلام آزاد (بقلم الدكتور عبد المنعم النمر رحمه الله ) قال الله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98))[سورة الكهف]. ماذا قاله المفسرون و المؤرخون عن ذو القرنين ؟يذكر تفسير الكشاف للزمخشري : أنه الإسكندر و قيل أنه عبد صالح. نبي. ملك، و ذكر رواية عن الرسول صلي الله عليه و سلم، أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني جانبيها شرقا و غربا. و قيل كان لتاجه قرنان. كان على رأسه ما يشبه القرنين.. و الإمام ابن كثير : يذكر في تفسيره : أنه الإسكندر ثم يبطل هذا. كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام و طاف معه بالبيت. و قيل عبد صالح. و أورد في تاريخه " البداية و النهاية " جـ 2 ص 102 مثل ذلك و زاد أنه نبي أو مَلَك. أما القرطبى في تفسيره فقد أورد أقوالا كثيرة أيضا : كان من أهل مصر و اسمه " مرزبان "، و نقل عن ابن هشام أنه الاسكندر، كما نقل روايات عن الرسول صلي الله عليه و سلم، بأنه ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب. و عن عمر و عن على رضي الله عنهما بأنه مَلَك.. أو عبد صالح و هي روايات غير صحيحة. و قيل أنه الصعب بن ذي يزن الحميرى، و كلها روايات و أقوال تخمينية و لا سند لها. أما الآلوسى في تفسيره، فقد جمع الأقوال السابقة كلها تقريبا، و قال : لا يكاد يسلم فيها رأى، ثم اختار أنه الاسكندر المقدوني و دافع عن رأيه بأن تلمذته لأرسطو، لا تمنع منأنه كان عبدا صالحا.. أما المفسرون المحدثون فكانوا كذلك ينقلون عن الأقدمين. موقف أبو الكلام آزاد من هذه الأقواللم يرتض أبو الكلام آزاد (عالم الهند المعروف ترجم معاني القرآن إلى اللغة الأوردية) قولا من هذه الأقوال، بل ردها، و قال عنها: إنها قامت على افتراض مخطيء لا يدعمه دليل، و عنى بالرد على من يقول بأنه الإسكندر المقدوني.. بأنه لا يمكن أن يكون هو المقصود بالذكر في القرآن، إذ لا تعرف له فتوحات بالمغرب، كما لم يعرف عنه أنه بنى سدا، ثم إنه ما كان مؤمنا بالله، و لا شفيقا عادلا مع الشعوب المغلوبة، و تاريخه مدون معروف. كما عنى بالرد على من يقول بأنه عربي يمني.. بأن سبب النزول هو سؤال اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام عن ذي القرنين لتعجيزه و إحراجه. و لو كان عربيا من اليمن لكان هناك احتمال قوي لدي اليهود- على الأقل- أن يكون عند قريش علم به، و بالتالي عند النبي صلى الله عليه و سلم، فيصبح قصد اليهود تعجيز الرسول عليه الصلاة و السلام غير وارد و لا محتمل. لكنهم كانوا متأكدين حين سألوه بأنه لم يصله خبر عنه، و كانوا ينتظرون لذلك عجزه عن الرد.. سواء قلنا بأنهم وجهوا السؤال مباشرة أو أوعزوا به للمشركين في مكة ليوجهوه للرسول عليه الصلاة و السلام. ثم قال : " و الحاصل أن المفسرين لم يصلوا إلى نتيجة مقنعة في بحثهم عن ذي القرنين، القدماء منهم لم يحاولوا التحقيق، و المتأخرون حاولوه، و لكن كان نصيبهم الفشل. و لا عجب فالطريق الذي سلكوه كان طريقا خاطئا. لقد صرحت الآثار بأن السؤال كان من قبل اليهود- وجهوه مباشرة أو أوعزوا لقريش بتوجيهه -فكان لائقا بالباحثين أن يرجعوا إلى أسفار اليهود و يبحثوا هل يوجد فيها شيىء يلقي الضوء على شخصية ذي القرنين، إنهم لو فعلوا ذلك لفازوا بالحقيقة ".لماذا ؟ لأن توجيه السؤال من اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام لإعجازه ينبىء عن أن لديهم في كتبهم و تاريخهم علما به، مع تأكدهم بأن النبي عليه الصلاة و السلام أو العرب لم يطلعوا علي ما جاء في كتبهم.. فكان الاتجاه السليم هو البحث عن المصدر الذي أخذ منه اليهود علمهم بهذا الشخص.. و مصدرهم الأول هو التوراة. 
ابو الكلام ازاد
  و أمسك أزاد بالخيطو هذا هو الذي اتجه إليه أزاد، و أمسك بالخيط الدقيق الذي وصل به إلي الحقيقة.. و قرأ و بحث و وجد في الأسفار، و ما ذكر فيها من رؤى للأنبياء من بني إسرائيل و ما يشير إلى أصل التسمية : "ذي القرنين" أو " لوقرانائيم" كما جاء في التوراة.. و ما يشير كذلك إلي الملك الذي أطلقوا عليه هذه الكنية، و هو الملك "كورش" أو "خورس " كما ذكرت التوراة و تكتب أيضا "غورش" أو "قورش".  هل يمكن الاعتماد علي التوراة وحدها ؟يقول أزاد : " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن،و أنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت علي ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي، و لكن شهادة أخري خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء علي هذا اللقب.  تمثال كورشثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب، إذ ظهر كشف أثري قضي علي سائر الشكوك، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره ". " إنه تمثال علي القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، و علي جانبيه جناحان، كجناحي العقاب، و علي رأسه قرنان كقرني الكبش، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش، و لذلك نجد الملك في التمثال و علي رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع و عرف حتى لدي كورش نفسه علي أنه الملك ذو القرنين.. أي ذو التاج المثبت علي ما يشبه القرنين..  
صورة لتمثال غورش العظيم في إيران يظهر بوضوح فوق رأسه القرنين
  كورش بين القرآن و التاريخو مع أن ما وصل إليه أزاد قد يعتبر لدي الباحثين كافيا، إلا أنه مفسر للقرآن و عليه أن يعقد المقارنة بين ما وصل إليه و بين ما جاء به القرآن عن ذي القرنين أو عن الملك كورش.. إذ أن هذا يعتبر الفيصل في الموضوع لدي المفسر المؤمن بالقرآن.. و يقول أزاد : أنه لم توجد مصادر فارسية يمكن الاعتماد عليها في هذا، و لكن الذي أسعفنا هو الكتب التاريخية اليونانية، ولعل شهادتها، تكون أوثق و أدعي للتصديق، إذ أن المؤرخين اليونان من أمة كان بينها و بين الفرس عداء مستحكم و مستمر، فإذا شهدوا لكورش فإن شهادتهم تكون شهادة حق لا رائحة فيها للتحيز، و يستشهد أزاد في هذا المقام بقول الشاعر العربي :و مليحة شـــهدت لها ضراتها ***** و الفضل ما شهدت به الأعداءفقد أجمعوا علي أنه كان ملكا عادلا، كريما، سمحا، نبيلا مع أعدائه، صعد إلي المقام الأعلى من الإنسانية معهم. و قد حدد أزاد الصفات التي ذكرها القرآن لذي القرنين، و رجع لهذه المصادر اليونانية فوجدها متلاقية تماما مع القرآن الكريم، و كان هذا دليلا قويا آخر علي صحة ما وصل إليه من تحديد لشخصية ذي القرنين، تحديدا لا يرقي إليه شك..  فمن كورش أو قورش إذا ؟إنه من أسرة فارسية ظهر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد في وقت كانت فيه بلاده منقسمة إلي دويلتين تقعان تحت ضغط حكومتي بابل و آشور القويتين، فاستطاع توحيد الدولتين الفارسيتين تحت حكمه، ثم استطاع أن يضم إليها البلاد شرقا و غربا بفتوحاته التي أشار إليها القرآن الكريم، و أسس أول إمبراطورية فارسية، و حين هزم ملك بابل سنة 538 ق.م. أتاح للأسري اليهود فيها الرجوع لبلادهم، مزودين بعطفه و مساعدته و تكريمه. كما أشرنا إلي ذلك من قبل.. و ظل حاكما فريدا في شجاعته و عدله في الشرق حتى توفي سنة 529 ق.م.  سد يأجوج و مأجوجإنما نسميه بهذا لأنه بني لمنع الإغارات التي كانت تقوم بها قبائل يأجوج و مأجوج من الشمال علي الجنوب، كما يسمي كذلك سد "ذي القرنين" لأنه هو الذي أقامه لهذا الغرض.. و يقول أزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا.. و باسم التتار قي آسيا، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م.و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها"، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول"، و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية.. " و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog" و قد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة، و راجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية ". و الكلمتان تنطقان في القرآن الكريم بهمز و بدون همز. و قد استطرد أزاد بعد ذلك لذكر الأدوار السبعة أو الموجات السبع التي قام بها هؤلاء بالإغارة علي البلاد الغربية منها و الجنوبية.  مكان السد :ثم يحدد مكان السد بأنه في البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و "البحر الأسود" حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب، و في هذا الممر بني كورش سده، كما فصله القرآن الكريم، و تحدثت عنه كتب الآثار و التاريخ. و يؤكد أزاد كلامه بأن الكتابات الأرمنية – و هي كشهادة محلية – تسمي هذا الجدار أو هذا السد من قديم باسم " بهاك غورائي" أو "كابان غورائي" و معني الكلمتين واحد و هو مضيق "غورش" أو "ممر غورش" و "غور" هو اسم "غورش أو كورش". و يضيف أزاد فوق هذا شهادة أخري لها أهميتها أيضا و هي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها. فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة باسم " الباب الحديدي ".و بهذا يكون أزاد قد حدد مكان السد و كشف المراد من يأجوج و مأجوج.. و قد تعرض لدفع ما قيل أن المراد بالسد هو سد الصين، لعدم مطابقة مواصفات سد الصين لمواصفات سد ذي القرنين و لأن هذا بني سنة 264 ق.م. بينما بني سد ذي القرنين في القرن السادس قبل الميلاد. كما تعرض للرد علي ما قيل بأن المراد بالسد هو جدار دربند، أو باب الأبواب كما اشتهر عند العرب بأن جدار دربند بناه أنوشروان ( من ملوك فارس من 531 – 579 م ) بعد السد بألف سنة، و أن مواصفاته غير مواصفات سد ذي القرنين و هو ممتد من الجبل إلي الساحل ناحية الشرق و ليس بين جبلين كما أنه من الحجارة و لا أثر فيه للحديد و النحاس. و على ذلك يكون المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة و العكارة وليس صافيا. و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغري و رأي الشمس تغرب في بحر إيجه في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا و اليونان غربا وهي كثيرة الجزر و الخلجان.والمقصود بمطلع الشمس هو رحلته الثانية شرقا التي وصل فيها إلي حدود باكستان و أفغانستان الآن ليؤدب القبائل البدوية الجبلية التي كانت تغير علي مملكته. و المراد ببين السدين أي بين جبلين من جبال القوقاز التي تمتد من بحر الخزر ( قزوين ) إلي البحر الأسود حيث إتجه شمالا. و لقد كان أزاد بهذا البحث النفيس أول من حل لنا هذه الإشكالات التي طال عليها الأمد ، و حيرت كل المفكرين قبله. و حقق لنا هذا الدليل ، من دلائل النبوة الكثيرة.. رحمه الله و طيب ثراه..
اسئلة هامة من موقع الاعجاز العلمى السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج هل رآه أحد؟ أو يمكن لأحد رؤيته؟رآه أحد الصحابة...فقد ذكر البخاري معلقا بصيغة الجزم:[ قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل  البرد المحبر(1) فقال صلى الله عليه وسلم مصدقا له صحة الصفة:<<رأيته>>قال ابن حجر :[ الحديث وصله ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :يا رسول الله ,قد رأيت سد يأجوج ومأجوج .فقال صلى الله عليه وسلم :<< كيف رأيته؟>> قال:مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء .فقال صلى الله عليه وسلم  مقرا له :<<قد رأيته>>](2)وذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - قصة عن السد ومحاولة  بعض الملوك الصول إليه فقال: [ وقد بعث الخليفة الواثق(3) في دولته أمرائه وجهز معه جيشا سرية ليبظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا فوصلوا من بلاد إلى بلاد, ومن ملك إلى ملك ,حتى وصلوا إلبه , ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس , وذكروا أنهم رأوا فيه بابا عظيما وعليه أقفال عظيمة وورأوا بقية اللبن (4) والعمل في برج هناك, وأن عنده حراسا من الملوك المتاخمة له, وأنه عال منيف شاهق ,ولا يستطاع ,ولا ما حوله من الجبال , ثم رجعوا إلى بلادهم , وكانت غيبتهم أكثر من سنتين,وشاهدوا أهوالا وعجائب](5). ولم يذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - سندا لهذه القصة , ولم يتكلم عليها بشيء فالله أعلم بها.
(1) أي مثل الثياب المخططة فيها خط أبيض وخط أسود أو غير ذلك من الألوان(2) فتح الباري(129/10)(3) حكم الواثق الدولة العباسية عام 227-232ه / 847-842م , وترتيبه التاسع من الخلفاء العباسيين(4)  اللبن: الطزب والحجارة التي استعملت في البناء(5)  انظر البداية والنهاية( 126/7)    

 ما صفة خلق يأجوج و مأجوج ؟     

عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت:خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه  من لدغة عقرب فقال:<< إنكم  تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه ,صغار العيون, صهب الشعاف , ومن كل حدب ينسلون .كأن وجوههم المجان المطرقة>>(1)<<صهب الشغاف>>>: يعني لون شعرها أسود فيه حمرة<<كأن وجوههم المجان المطرقة>>: المجن الترس وشبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها<<من كل حدب ينسلون>>: أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض_________________________________________________(1) قال الهيثمي (6/8) رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح وقال البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة في المسانيد العشرة رجاله ثقات



  ماهو عدد قوم يأجوج و مأجوج ؟؟عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<<إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وأن من ورائهم ثلاث أمم:تاول وتاريس ومسك>>(1)وعم عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: [ إن الله عز وجل جزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الملائكة وجزءا سائر الخلق وجزأ الملائكة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزءا لرسالته وجزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الجن وجزءا بني آدم وجزأ بن يآدم عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزءا سائر الناس ](2)وهذا الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس له حكم الرفع ,لأن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عرف عنه أنه الأخذ عن الإسرائيليات وتضمينها كلامه أحيانا ولكني ذكرت الأثر استئناسا به
(1) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال الهيتمي في مجمع الزواد (6/8)ورجاله ثقات وحكم عليه الألباني بالنكارة       كما في السلسلة الضعيفة(159/9)(2) أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي




ما دين يأجوج ومأجوج؟وهل بلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؟   يأجوج ومأجوج من بني آدم...والذي رجحه الحافظ ابن حجر :أنهم قبيلتان من ولد يافث بن نوح(1)فهما من ولد آدم وحواء ويدل عليه ما جاء عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أسفاره فتفاوت بين أصحانه السير فرفع بهاتين الآيتين صوته: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَىوَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) }(2) حتى بلغ آخر الآيتين فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه قول يقوله فلما تأشبوا(3) حوله قال:<< أتدرون أي يوم ذاك؟ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه تبارك وتعالى :يا ىدم ابعث بعثا إلى النار .فيقول:يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين في النار وواحد في الجنة>>. قال عمران : فأبلس (2)أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة. فلما رأى ذلك قال:<<اعملوا وأبشروا , فو الذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبني إبليس>>.قال: فأسرى عنهم ثم قال:<< اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس غلا كالشامة فيجنب البعير (3) أو الرقمة(4) في ذراع الدابة>>(5)
(1) تأبشوا: أي اجتمعوا إليه وأطافوا به(2) أبلس: اي سكتوا من شدة المفاجأة والفزع(3) الشامة: العلامة السوداء(4) الرقمة: الدائرة الضغيرة وهو صلى الله عليه وسلم يشير إلى قلة الأمة يوم القيامة بالنسبة لكثرة الأمم معهم(5) رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه 




 ماهى النصوص الواردة في يأجوج ومأجوج ؟؟الآيات :* قال عزوجل:وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣) }
والآيات إلى قوله عز وج:{  
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) }(1)
والآيات إلى قوله عز وج:{  حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) }(1)والآيات إلى قوله عز وج:{  حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) }(1)قوله عز وجل:{ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا } أي: لا يفهمون كلام من يتكلم معهم إلا بشدة وبطئ كبير* وقال عز وجل:{  حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) }(2)* قوله عز وجل:{ من كل حدب ينسلون} أي : من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض
(1) الكهف:83-99(2) الأنبياء:96
الأحاديث:* عن أم المؤمنين زينب بنت جح- رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:<<لا إله إلا الله ,ويل للعرب من شر قد اقترب !فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه>>. وحلق يإصبعه الإبهام والتي تليها . فقالت: يا رسول الله ,أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال:<< نعم ,إذا كثرالخبث>>(1)وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:[ فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ,وعقد بيده تسعين](2)وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:<< يقول الله تعالى : يا آدم ,فيقول : لبيك وسعديك,والخير بين يديك , فيقول :أخرج بعث النار,قال: وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسهمائة وتسعين ,فعنده يشيب الصغير ,وتضع كل ذات حمل حملها , وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد>>. قالول: يا رسول الله ,وأينا ذلك الواحد؟ قال:<<أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف .ثم قال:<<والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة>> فكبرنا ,فقال:<<أرجوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة>>فكبرنا,فقال:<< أرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة >>فكبرنا,فقال :<<ما أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود>>(3)وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره فتفاوت بين أصحابه السير فرفع بهاتين الآيتين صوته:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) }(4) حتى بلغ آخر الآييتين ,فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه قول يقوله,فلما تأشيوا (5) حوله قال:<< أتدرون أي يوم ذاك؟ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه تبارك وتعالى :يا آدم ابعث بعثا إلى النار.فيقول :يا رب وما بعث النار؟قال: من كل ألف تسعمائة وتسعين في النار وواحد في الجنة>>قال عمران : فأبلس (6) أصحابه ؛حتى ما أوضحوا بضاحكة.فلما رأى ذلك قال:<<أعموا وأبشروا ,فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه< يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبني إبليس >>.قال :فأسرى عنهم ,ثم قال:<<اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير(7) أو الرقمة(8) في ذراع الداب>>(9)وقال صلى الله عليه وسلم في معرض كلامه عن أشراط الساعة ونزول عيسى علسه السلام وحكمه للناس:<< فبينما هو كذلك إذ إوحى الله إلى عيسى :إني قد أخرجت عبادا لي ,لا يدان لأحد بقتالهم (10), فحرّز عبادي إلى الطور(11)>>عن نونس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله قال :<< ويبعث الله يأجوج ومأجوج ,وهم من كل حدب ينسلون(12), فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية, فيشربون ما فيها, ويمر آخرهم فيقولون:لقد كان بهذه مرة ماء>>(13)بحيرة طبريةوبحيرة طبرية : تسمى أحيانا بحر الجليل أو بحيرة الجليل بحيرة صغيرة .تقع :في شمالي فلسطين المحتلة,يصب فيها نهر الأردن ,ويخرج منها مستمرا في جريانه وسط غور الأردن ,ويخرج منها مستمرا في جريانه وسط غور الأردن.حجمها: يبلغ طول بحيرة طبرية 23كم,وأوسع عرض فيها 13كم, ولا يزيد عمقها على 44م,وتنخفض  عن مستوى البحر ب210م.ثم قال:صلى الله عليه وسلم :<<ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر (الخمر:بالفتح الشجر الملتف)وهو جبل بيت المقدس (أي فلسطين),فيقولون :لقد قتلنا من في الأرض .هلم فلنقتل من في السماء قيرمون بنشابهم(14) إلى السماء ,فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما,ويحصر(15) نبي الله عيسى وأصحايه ,حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم(16), فيرغب نبي الله عيسى وأصجابه (17) ,فيرسل الله عليهم النغفة (18) في رقابهم فيصبحون فرسى(19) كموت نفس واحدة(20),ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض ,فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ,ونتنهم(21) , فيرغب نبي الله عيسى واصحابه إلى الله ,فيرسل الله طيرا كأعناق البخت(22),فتحملهم  حيث شاء الله , ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر(23),فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة (24) ,ثم يقال للأرض :أنبتي ثمرتك وردي بركتك , فيومئذ تأكل العصابة(25)من الرمانة ,ويستظلون بقحفها(26), ويبارك في الرسل(27), حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس(28), واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ,واللقحمة من الغنم لتكفي الفخذ(29) من الناس, فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة, فتأخذهم تحت آباطهم ,فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم, ويبقى شرار الناس , يتهارجون (30) فيها تهارج الحمر ,فعليهم تقوم الساعة>>(31)وفي رواية:<<....فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه.قال: فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت.فتحملهم فتطرحهم بالمهبل(32),ويستوقد المسلمون من قسيهم (33)ونشابتهم وجعابهم (34) سبع سنين>>(35)القوس و جعبة السهامعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [ لما كان أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى -عليهم السلام- فتذكروا الساعة إلى أن قال: فردوا الحديث إلى عيسى ,فذكر قتل الدجال ثم قال: يرجع الناس إلى بلادهم(36) فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون,ولا يمرون بماء إلا شربوه ولابشيء إلا أفسدوه .يجأرون إلي(37) فأدعو الله فيميتهم فتجوى الأرض  من ريحهم فيجأرون إلي فأدعوا الله فيرسل السماء بالماء فيحملهم فيقذف بأجسامهم في البحر](38)نهر الاردن و بحيرية طبريةوعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كلامه عن يأجوج ومأجوج :[ ويخرجون على الناس فيستقون المياه,ويفر الناس منهم ,فيرمون سهامهم في السماء ,فترجع مخضبة بالدماء,فيقولون : قهرنا أهل الأرض , وغلبنا من في السماء قوة وعلوا! فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم , فيهلكهم ,والذي نفس محمد بيده ,إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا(39) من لحومهم ](40)
(1) متفق عليه(2) رواه مسلم(3)  متفق عليه(4) الحج:1-2(5)تأشبوا : أي اجتمعوا إليه وأطافوا به(6) أبلس: أي سكتوا من شدة المفاجأة والفزع(7) الشامة: أي العلامة السوداء(8) الرقيمة: أي الدائرة الصغيرة وهو صلى الله عليه وسلم يشير إلى قلة الأمة يوم القيامة بالنسبة لكثرة الأمم معهم(9) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح ورواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (10) أي لا قدرة لأحد على قتالهم(11)  أي ضمهم واحفظهم  إلى جبل الطور(12) ينسلون: أي يمشون مسرعين(13)  رواه مسلم(14) نشابهم : سهامهم(15) يحصر: يكون محاصرا مع أصحابه(16) أي يصيبهم شدة وحاجة وجوع شديدين حتى لو وجد أحدهم رأس ثور لكان فرحه به كفرح أحد الصحابة بمائة دينار(17) أي يرغبون إلى الله ويدعونه ليخلصهم(18) النغفة: في الأصل دود يكون في أنوف الأبل والغنم فيقتلها ,وسوف يرسله الله على رقاب يأجوج ومأجوج(19) فرسى: أي قتلى(20) أي يموتون في لحظة واحدة(21) زهمهم ونتنهم: دسمهم ورائحتكم الكريهة(22)  البخت: الإبل العظيمة ذات السنامين(23) أي يرسل الله مطرا يخترق البيوت المينية من الطين الصلب والجارة والمبنية من الصوف والشعر(24) الزلقة: أي كالمرأة شببها بها في وصفائها ونظافنها(25) العصابة: الجماعة(26) قحف الرمانة: هو مقعر قشرها تشبيها بقحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ(27) الرسل: اللبن(28) الفئام:أي الجماعة الكثيرة من الناس(29) أي أن لبن الغنم يكفي الجماعة من الأقارب(30) يتهارجون:أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير,ولا يكترثون لذلك(31) رواه مسلم(32) المهبل: الحفرة العميقة(33) قسيهم: جمع قوس والمراد به هنا القوس الذي يستخدم في رمي السهام(34) جعبة السهام :هي  الشيء الذي يوضع فيه السهام(35)  رواه النرمذي وهو صحيح(36) أي بعد هربهم من الدجال في الجبال وغيرها يقتل عيسى عليه السلام الدجال ويرجع الناس إلى بلاده وبيوتهم فيستقبلهم يأجوج         مأجوج(37) يعني : يجأر الناس إلى عيسى عليه السلام ويطلبن منه أن يدعو الله لهم(38) أخرجه الحاكم في المستدرك (4)(488-489) وقال:صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه وأخرجه الإمام أحمد في        المسند(4)(189-190) تحقيق أحمد شاكر وقال إسناده صحيح(39) تبطر وتشكر: تسمن وتمتلئ لحما(40)  رواة الترمذي  وحسنه وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي في التلخيص

كيف يخربون السد؟تقدم أن يأجوج ومأجوج قبيلتان كان لهم أنواع من الإفساد حتى بنى ذو القرنين السد ,فصار السد حائلا بينهم وبين الوصول إلى الناس , وهم داخل سدهم بلا شك عندهم طعامهم وشرابهم زلهم حباتهم ومعيشتهم الخاصة ولا يزال يأجوج ومأجوج يجتهدون في سبيل هدم السد ,فهم يحفرون وينقبون ويجتهدونعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السد :<< ثم يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه فال الذى عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا.فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذى عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله ,واستثنى(1). قال: فيرجعون ,فيجدونه كهيئته حين تركوه(2),فيخرقونه فيخرجون على الناس فيستقون المياه ,ويفر الناس منهم فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء>>(3)في الحديث ثلاث فوائد:الأولى : أن الله منعهم أن يواصلوا الحفر ليلا ونهارا ولو فعلوا ربما خرقوهالثانية:  منعهم أن يحاولوا الرقي على السد بسلم أو آلة , فلم يلهمهم ذلك ولا علمهم إياه ,ولعلمه حاولوا ولم يقدروا لعلوا السد و             ملاستهالثالثة:  لم يوفقهم القول: إن شاء الله  حتى يجيء الوقت المحدود وتقرب القيامةوفي الحديث :أن فبهم أهل صناعة وأهل ولاية وسلاطة ورعية تطيع من فوقها وإن فيهم من يعرف الله ويقر بقدرته ومشيئتهويحتمل أن تكون كلمة" إن شاء الله " تجري على لسان ذلك الوالي دون أن يعرف معناها فيحصل المقصود ببركتها(4)
(1) أي قال : إن شاء الله ,فجعل التصرف والتحكم لله عز وجل لا لأنفسهم(2) أي: لم يرجع كما كان من قبل لا يزال مخروقا(3) رواه أحمد والترمذي والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي(4) انظر فتح الباري ( 109/13)   

 ماهى كيفية هلاكهم ؟؟يبقى يأجوج ومأجوج رجالا ونساء وصبيان يعيثون في الأرض فسادا قتلا للناس وهتكا للحرمات ,غرورا وفجورا,حتى يبلغ من كفرهم أن يرموا السهام جهة السماء ليغلبوا من في السماء كما  غلبوا من في الأرض,ولا ينجو منهم إلا من كان متحصنا بالحصون أ, مختفياومن هؤلاء المتحصنين عيسى عليه السلام وقوم معه من المؤمنين , وقد أصابهم الجوع والحاجة والجهد الشيء العظيمعندها يلجأ عيسى عليه السلام وأحابه إلى  الله عز وجل كما تقدم في الأحاديث ,فيرسل الله يأجوج ومأجوج  االنغف في رقابهم ,فيموتون ويرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحمل أجساد يأجوج ومأجوج .....فتطرحهم حيث شاء الله.ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ,ثم يقال للأرض :أنبتي  ثمرك,وردي بركتكرجل يتسلقعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<<تفتح يأجوج ومأجوج ؛ يخرجون على الناس كما قال الله تعالى { من كل حدب ينسلون؛فيعيثون في الأرض ,ويشربون ما فيه ,حتى إن بعضهم-  يعني يأجوج ومأجوج - ليمربالنهر فيشربون ما فيه ,حتى يتركونه يابسا حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : لقد كان هاهنا ماء مرة, ثم قال صلى الله عليه وسلم: حتى إذا لم يبق  من  الناس أحد إلا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم - أ ي من يأجوج ومأجوج - :هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهك بقي أهل لالسماء .ثم يهز أحدهم حربته ,ثم  يرمي بها إلى السماء فترجع مخضبة دما,أي بلاء وفتنة من الله تعالى لهم ,فبينما  هم على ذلك بعث بعث الله عليهم دودا في أعناقهم كالنغف,فيخرج في أعناقهم , فيصبحون موتى لا يسمع لهم جس,فيقول المسلمون:ألا رجل يشري لنا بنفسه فينظر ما فعل هذا العدو,قال :ثم يتجرد رجل منهم لذلك محتسبا بنفسه قد وطنها على أنه مقتول,فينزل , فيجدهم موتى بعضهم على بعض, فينادي: يا معشر المسلمين ,أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم , فيخرجون من مدائبهم وحصونهم, ويسرحون مواشيهم , فما يكون لها رعي إلا لحومهم, فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء مننبات أصابته قط>>( 1)<<تشكر>>:أي تسمن.وفي رواية عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله علهي وسلم قال:<<فيهلكون من في الأرض إلا من تعلق بحصن , فلما فرغوا من أهل الأرض أقبل بعضهم على بعض فقالوا :إنما من في الحصون ومن في السماء فيرمون بسهامهم  فخرت منغمرة دما, فقالوا: قد استرحتم ممن في السماء وبقي من في الحصون , فحاصروهم حتى اشتد عليهم الحصار والبلاء ,فبينما هم كذلك ؛إذ أرسل الله عليهم نغفا  في أعناقهم؛ فقصمت أعناقهم؛ فمال بعضهم على بعض موتى فقا لرجل منهم -أي من أصحاب عيسى عليه السلام المحصورين معه- :قتلهم الله رب الكعبة . قالوا: إنما يفعلون هذا مخادعة ؛ فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا ,فقال: افتحوا لي الباب ,فقال أصحابه:لا نفتح,فقال: دلوني بحبل , فلما نزل وجدهم موتى>>( 2)
(1)  رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه(2)   الحديث من رواية أحمد بن منيع وعطية العوفي ضعيف لكن للحديث شواهد كثيرة  
هل لسد ذي القرنين علاقة بسور الصين العظيم ؟هناك فرق بين سد ذي القرنين وسور الصين من عدة أوجه:1  أن أن السد بناه ذي القرنين لصد هجوم يأجوج ومأجوج ,والسور بناه أباطرة الصينين لحماية ممتلكانهم2  أن المواد السد مذذكورة في الآية الحديد والنحاس, واما مادة سور الصين الحجارة والآجر3  سد يأجوج ومأجوج مبني بين جبلين يسد الفتحة بينهما, وهو الممر الوحيد ,أما سور الصين فهو مبني على قمم الجبال والممرات وممتد     من شرق الصين إلى غربها آلاف الأميال4  سد يأجوج ومأجوج لا يمكن اختراقه إلا إذا شاء الله في آخر الزمان ,أما سور الصين فقد تهاوى منه مواقع , والناس يدخلون منه ويخرجون ,بل نقض الناس أجزاء منه
لماذا لم تكشف الأقمار الصناعية سد يأجوج ومأجوج؟معرفة جميع بقاع الأرض والإحاطة بما فيها من المخلوقات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل الذى أحاط بكل شيء علما ,ولا يزال من عدم اكتشافنا لمكان سد يأجوج ومأجوج ,أو مكان الدجال ,أو غيرهم من المخلوقات أنهم غير موجودين؛فقد يكون الله عز وجل صرف الناس عن رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد ,أو جعل بينهم وبين الناس أشياء تمنع من الوصول إليهم كما حصل لنبي إسرائيل حين ضرب الله عليهم التيه(1) فضلوا أربعين سنة في فراسخ قليلة من الأرض ,فلم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه,والله عز وجل على كل شيء قدير, جعل لكل شيء أجلا ووقتا, قال تعالى:{  وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) }(2) .وما عجز الأوائل عن اكتشاف ما اكتشفه المتأخرون إلا لأن الله عز وجل جعل لكل شيء أجلا.(3)وختاما..قال القاضي عياض:[ الأحاديث الواردة في يأجوج ومأجوج : هذه الأخبار على حقيقتها يجب الإيمان بها ؛لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة, وقد ورد خبرهم أنه لا يقدر لأحد على قتالهم من كثرتهم ,وأنهم يحصرون نبي الله عليسى عليه السلام ومن مهع من المؤمنين الذين نجوا من الدجال ,فيدعو عليهم فيهلكهم الله عز وجل أجمعين بالنغف- وهو الدود في رقابهم- فيؤذون الأرض والمؤمنين بنتنهم ,فيدعو عيسى وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا فتحملهم حيث شاء الله ](4) وأخيرا..هل يجب على المسلمين قتالهم؟الجواب :لا ,لما تقدم من قصة عيسى عليه السلام وأن الله عز وجل قال لعيسى:{ إني قد بعثت عباد لي لا يدان لأحد يقتالهم  فحرز عبادي إلى الطور}(5)
(1) أي زمن الضياع فلا يهتدون إلى طريق ولا يبقون مطمئنين(2) الأنعام :66-67(3) وقد تقدم عند كلامنا عن الدجال أن مثلث برمودا لا يزال لغز يحير العلماء بالرغم من تطور وسائل الاكتشاف(4) نقله عنه القاري في مرقاة المصابيح شرح مشكاه المصابيح(16-2)(5) رواه مسلم